الكاتب : عبدالله محمد الشمراني
جامعة الملك سعود-عمادة شؤون الطلاب
____
ربما هذه هي جزء من الحقيقه المرّة للأسف إذ وجدت من واقع تجاربي في هذه الحياة ومن واقع مخالطتي للناس أنك بالكاد تجد احداً يقدم لك خدمة لوجه الله حتى لو كنت أيها العبد المسكين في أمس الحاجة لها مالم يقوم بمماطلتك ومساومتك على ماتريده منه وذلك إما بطلب خدمة مقابل خدمة سواءاً منك أنت أيها المحتاج وأما بطلب أن تسعى له فيما يريده عند أحد معارفك المقتدرين .. وقد يطلب ذلك مع أن الشي الذي تطلبه منه قد يكون حق من حقوقك المشروعة وليس فيه مضرة لأحد فكيف له أن يفعل ذلك و قد غفل أو تغافل أن ذلك من صميم واجبه متناسياً حديث المصطفى عليه الصلاة والسلام ( لئن يمشي أحدكم في حاجة أخيه خير له من أن يعتكف في مسجدي هذا ).
أما متى ما عرف اخينا في الله انك من ذلك الصنف الذي على باب الله أولئك الذين ليس وراءهم ولا أمامهم من حطام الدنيا شي فإنه يقاطعك في الحال ويقوم بإختلاق الأعذار الواهية وسد جميع الابواب والذرائع في وجهك حتى قبل أن يدعك تكمل كلامك الذي بدأته معه إذ لا داعي لان يضيع وقته الثمين في مالا ينفعه و الأعظم من هذا أن الأمر وصل بنا الى ماهو اسوأ من ذلك إذ أننا لم نعد نرد السلام على من يبادرنا بالسلام لمجرد كوننا لا نعرفه من قبل وليس من المألوفين لدينا وذلك خشية أن يكون سلامه علينا مجرد إستدراج لطلب قضاء حاجة من حوائج الدنيا وحتى لو كان الأمر كذلك وكان بإستطاعتنا أن نمد له يد العون فما الضير ان نمدها .. هل لأن الرحمة ماتت في قلوبنا أم لأننا نسينا أو تناسينا قول المصطفى عليه الصلاة والسلام * السلام سنه ورده واجب * والايه ( وأذا حييتم بتحية فحيّوا بأحسن منها او ردوها ) والسؤال الذي يطرح نفسه في وقتنا هذا لماذا أنا ايها المسلم أتجرد من كل معاني إنسانيتي واخلاقي وقيمي التي تربيت عليها وتعاليم ديني السمحة لمجرد سوء ظن او لمجرد شك أو بسبب تجربة سيئة سبق ان مررت بها او مرّ بها غيري من قبل والطامة الكبرى أيضا لماذا أمضي في طريقي وكأني عابر سبيل لم يستوقفني وقد جمع كلانا طريق واحد جنبا الى جنب لكي يسألني عن إحدى الأماكن او المحلات او العناويين فأصم اذني عنه وأدير له ظهري وكأنني لم أسمعه وأنا في قمة التجاهل واللامبالاة بالسائل تاركاً له وهو في غاية الذهول والإنكسار ألهذه الدرجة وصل بنا الحال من الاخلاق والتردي والتفلّت من تعاليم ديننا الحنيف والسؤال أين توارى يا ترى ذلك الإنسان الذي يبادر من تلقاء نفسه بتلمس بالكاد حوائج الناس ومن ثم لايهدأ له بال حتى يسعى لقضائها دون منّةٍ منه أو مذلّه وإنما يفعل ذلك إبتغاء وجه الله وطلب مرضاته وبحثا عن الأجر و وأحتسابا للمثوبة من لدن العفو الكريم.. والله إنه لشي يبعث على الحزن والأسى ويندى له جبين كل النزهاء و الشرفاء والكرام وتتبرأ منه كل البراءة أخلاقيات وتعاليم وقيم دين امتنا المحمديه.
شكرا جزيل على هذا المقال الرائع من الاستاذ عبدالله اثابك الله وجزاك الله خيرا