أكد محللون أن «اتفاق الرياض» -الذي وُقع اليوم الثلاثاء بالعاصمة السعودية بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وقيادة ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان- سيكون خطوة فاصلة في مسار إعادة بناء الدولة اليمنية وإسقاط الانقلاب الحوثي المدعوم من إيران.
وأظهر الاتفاق مدى التفاهم بين قيادة التحالف العربي من جهة والأطراف اليمنية الرئيسية من جهة ثانية، حول ضرورة تسخير كافة الإمكانات من أجل خدمة المواطن اليمني، وحماية استقلال البلاد وإنهاء الانقلاب الحوثي، باعتباره العقبة الرئيسية في طريق استعادة الأمن والاستقرار في البلاد.
وأكد توقيع الاتفاق بالرياض، وتحت رعايتها، أهمية الدور الذي تلعبه السعودية في اليمن على المستوى العسكري؛ حيث تقود التحالف العربي لدعم الشرعية في مواجهة الميليشيا الحوثية المتمردة، ثم على المستوى الإنساني الذي يشمل جهود الإغاثة والإعمار والمساعدة وتأهيل ضحايا الحرب، لا سيما الأطفال والنساء، لكنه أوضح أن النجاح في كل ذلك يتوقف على وحدة الأطراف اليمنية وتلاحمها في أداء أدوارها السياسية والأمنية والاقتصادية.
وقُبيل التوقيع، أظهرت الحكومة والمجلس الانتقالي حماسهما الكبير لتنفيذ بنوده، التي تمثل -من وجهة نظر الطرفين- انتصارًا لليمن وتأكيدًا لتوحُّد الجميع ضد التمرد الحوثي والمخططات الإيرانية، واستعدادهما المشترك لتحقيق تطلعات المواطن اليمني في مختلف المناطق.
ووصفت الحكومة اليمنية الاتفاق بأنه «صفحة جديدة نحو استكمال استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب الحوثي وإجهاض المشروع الإيراني في اليمن».
وأعربت الحكومة اليمنية، عشية توقيع الاتفاق، عن تقديرها دور المملكة العربية السعودية لاحتواء الأحداث الأخيرة في عدن التي تم على ضوئها التوصل إلى هذا الاتفاق، مؤكدةً أن «الاتفاق يعزز وحدة الصف الوطني في مواجهة المشروع الإيراني واستكمال استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب الحوثي على ضوء المرجعيات الثلاث المتوافق عليها محليًّا والمؤيدة دوليًّا»، وفق بيان لها.
وأكدت الحكومة أن «الوطن ضاق ذرعًا بالصراعات الجانبية، وأنه أحوج ما يكون اليوم إلى الأمل الذي يُشعره بقرب انتهاء كابوس الانقلاب الحوثي الجاثم على صدره، ودعت جميع الأطراف والمكونات السياسية والاجتماعية إلى تغيير سلوكها ومنهجها بما يتفق مع الأولويات الملحَّة للوطن والشعب اليمني في هذه المرحلة الدقيقة والحساسة من تاريخهما، والكف عن التمحور حول المصالح الذاتية.
وكان رئيس الوزراء اليمني معين عبدالملك أطلع حكومته، أمس الاثنين، على مضامين اتفاق الرياض والمشاورات التي قادت إليه، والتعاطي الإيجابي والمسؤول والحريص للقيادة السياسية ممثلةً في الرئيس عبدربه منصور هادي، مع الجهود السعودية لاحتواء ما جرى في عدن.
وأكد رئيس الحكومة أن الاتفاق سيؤسس لمرحلة جديدة من حضور الدولة ومؤسساتها، وواحدية القرار العسكري والأمني تحت سلطة الحكومة؛ ما سينعكس إيجابًا على تطبيع الأوضاع في المناطق المحررة، والتسريع باستكمال تحرير بقية المناطق الخاضعة لسيطرة ميليشيا الحوثي المدعومة إيرانيًّا.
وحث عبدالملك جميع الوزارات والجهات الحكومية على الاستمرار في القيام بدورها في خدمة المواطنين، ومضاعفة الجهود بشكل استثنائي بما يتوازى مع طبيعة وحجم التحديات الراهنة.
وفي نهاية الاجتماع، عبَّرت الحكومة اليمنية عن مباركتها اتفاق الرياض، مشيدةً بما بذله «الأشقاء في المملكة العربية السعودية من جهود استثنائية لاحتواء الأحداث الأخيرة في عدن، تم على ضوئها التوصل إلى هذا الاتفاق؛ لتعزيز وحدة الصف الوطني في مواجهة المشروع الإيراني واستكمال استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب الحوثي على ضوء المرجعيات الثلاث المتوافق عليها محليًّا والمؤيدة دوليًّا، التي وضعت جميعها حلولًا جوهرية للقضية الجنوبية العادلة عبر الشراكة الحقيقية بعيدًا عن منطق الاستئثار والوصاية.
ووجهت الحكومة اليمنية الشكر –باسمها وباسم الشعب اليمني- إلى «المملكة العربية السعودية بقيادة ملك الحزم والعزم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان، ونائب وزير الدفاع الأمير خالد بن سلمان، والحكومة والشعب السعودي الشقيق؛ على وقفتهم الأخوية الصادقة بجانب اليمن في مختلف الظروف والأحوال».
من جانبه، قال نائب رئيس المجلس الانتقالي هاني بن بريك، إنه ليس هناك طرف مغلوب في «اتفاق الرياض»، مؤكدًا عبر« تويتر» أن الجميع انتصر في اتفاق الرياض، بحكمة السعودية.
وأشار بن بريك إلى أن اتفاق الرياض نصرٌ للجميع.. للتحالف العربي بقيادة السعودية، ولشعب الجنوب ومقاومته الباسلة الزكية النقية الصادقة، وللحكومة اليمنية.