رئيس التحرير : علي بن صالح الشمراني
صحيفة شمران الإخبارية

أسماء الأوعية التي كان الآباء والأجداد في (قرن بن ساهر )يستعملونها:-

3040
+ = -

أسماء الأوعية التي كان الآباء والأجداد في (قرن بن ساهر )يستعملونها:-
أولاً: الأوعية المصنوعة من الخصف والليف
النخل المعروف بإنتاج التمور غير معروف عندنا يا أهل باشوت ولا كان كذلك عند أهل الحجاز (الجبال الواقعة بين نجد شرقًا وتهامة غربًا)، لكن كان كثير من المزارعين في باشوت يربّي نخلة له لأغراضه الزراعية، فكانوا يقطعون ” السيوف” التي هي فروع النخلة وفيها “السَّعَف”، التي هي بمثابة الأوراق في الأشجار الأخرى. فأما السعف فلا أذكر أنهم كانوا يصنعون منها أوعية، (إلا السعفة التي كان يضعها حامي الزرع في رأس “اِمِّصفاج” (المصفاق) لكي يزعج “اِمْصَعْو” (الصّعو) فيهرب، طبعًا “اِمْصَعْو” هي أنواع من الطيور أشهرها وأشرسها على الزروع “اِمْوِشْوِش” ( الوِشْوِش) و ” صَعْو اِمْبِير” (صعو البئر) لا تنشد عن غير هذين النوعين.
كان المزارع يقطع سيوف النخل ويضعها في “قُفّ اِمْبِير” تحت “اِمْغُروب” ( الغروب: جمع، مفرده: غَرْب) لكي تلين قليلاً، ثم يدق “كرانيفها”، والكرانيف هي الجزء الغليظ الذي يكون في أسفل سيوف النخلة. يدقها إلى أن تتفكَّك، وتصبح ليفًا، ومن هذا الليف يفتلون حبالهم، وأهمُّها “اِمْوصلة” ( الوصْلة)، وهي التي توضع في آخر ” اِمِّجاط” (المقاط) و ” اِمْرِشاء”(الرِّشاء) من جهة الغروب، لماذا؟ لأن ” اِمِّجاط” و ” اِمْرِشاء” مصنوعان من الجلد. ” اِمْرِشاء” يوضع في فَرَعة “اِمغَرْب”، و” اِمِّجاط” يوضع في زِمَام “اِمغَرْب”، وإذا غاص “اِمغَرْب” في الماء تبلَّل الجلد فيتفكك، وهنا تأتي وظيفة الوصلة، وهي أن توصَّل في رأس امِّجاط وامرشاء بالغرب فيصبح هذا الجزء هو الذي يغوص في الماء وكلما تبلَّلت الوصلة بالماء اشتدَّت لأنها من الليف.
والآن، ما الأوعية التي تصنع من الخصف والليف؟
(1) اِمْغُطاية (الغطاءة: ما يُغطَّى به)، وتأتي على نوعين: نوع يُصنع من الخصف، مستدير الشكل وتخاط من أعلاها باستدارتها بقماش ملوَّن، وهذا النوع متعدِّد الاستعمال، وكما يدُلّ اسمها فالأصل فيها أنها تُغطَّى بها القدور والمواعين، وقد تُستعمَل لتكسير الخبز وتقديمه، وقد يوضع في وسطه ” سَحْلة” من السمن، وقد يوضع فيها الطحين لوقت قصير. غير أن الأظرف من ذلك كله أنه إذا كانت هناك دعوة “عزومة” فإن المدعوِّين كلٌّ يأتي بغُطايته فإذا انتهت مراسيم العشاء يُعطى كل مدعُوّ نصيبه من اللحم ليعود به إلى أسرته فيكونون بذلك أسعد الناس، وأما النوع الثاني من الغطايا فأكثر خشونة، ويلوَّن ويوضع خاصة لقدر “اِمْحِماض” الذي لا يخلو منه بيت، ويكون مستديرًا لكن له مع استدارته قمَّة.
(2) اِمْسُفرة (السفرة)، تُصنع من الخصف، وهي مستديرة الشكل وكبيرة الحجم وتخاط من أطرافها باستدارتها بقماش ملوَّن، ولها عروتان من الليف، تُعلَّق بأحدهما على عود مركوز في الجدار، وتستعمل خوانًا للطعام.
(3) اِمِّنخْلة (المنخلة)، تُصنع من الخصف، وهي مستديرة الشكل وكبيرة الحجم، تُشْبه السفرة في حجمها واستدارتها، وتشبه الغطاية في شكلها على اعتبار أن لها حافَّة مرتفعة بعمق معين. وهي كما يظهر من اسمها يُكَبُّ فيها الحب ثم ينقَّى من الشوائب، من الأعواد والحصى والقُصاعة. ولها عروتان من الليف.
(4) اِمْغُمامة (الغمامة)، تُصنع من الخصف الخشن والليف، ولها ثقوب واسعة؛ لأن وظيفتها الرئيسية هي تكميم فم الثيران وهي تديس فتمنعها من الانشغال بالأكل عن العمل، ويُغَمُّ بها ذكور الجمال وبخاصة إذا كانت هائجة، وهنا تظهر فائدة الثقوب لكي تتنفس منها البهائم ولا تنكتم.
(5) اِمِّطْحَن (المطحن)، وهذا يصنع من الخصف، مستدير الشكل وله يدان من الليف لحمله، وتختلف المطاحن في أحجامها، لكن يغلب عليها أنها صغيرة الحجم لكي تُحمل باليد. وقد يكون المطحن ملونًا مزهًّى بخطوط من الألوان حمراء وخضراء وصفراء، وقد يكون عاريًا عن الألوان. وبما أنه من الخصف فلا يستعمل لحمل أشياء ثقيلة بل هو مثل حقيبة السيِّدات في زماننا، وبخاصة ما تنتجه دولتشي وغبانا، وكما يدلّ عليه اسمه فمن وظائفه أنْ يُحفظ فيه الطحين، أو قُلْ يوضع فيه الحبّ ويذهب به إلى الطاحون فيطحنه فيه. ومن أهم وظائفه أن المرأة تستخدمه لحمل الأكل بأنواعه إلى أهلها في الوادي الذين يشتغلون فيه بعمل البلاد (عزقها) أو دمسها أو قِصَّابها أو سوقها أو الحِزّام أو الصرام، ولكن إذا وُضِع فيه القرص يوضع مساندًا على جوانبه؛ لكيلا يعرق ويلين مما يسبِّب سرعة فساده.
(6) اِمِّبْشرة (المبشرة)، وهي مصنوعة من غليظ السعف والليف معًا، ولا ألوان فيها. حجمها صغير، وأغراضها مختلف تمامًا عن المطحن. تُسْتعمل للأشغال الشاقة، مثل البَحْك (الحفر) وشيل التراب، وتستعمل لشيل الدِّمن – أكرمكم الله – وحُوَاق العرصة، وربما جاء اسمها من أنه يباشر بها لخفة الحمل مقارنة بالمحفرة التي ستأتي تاليًا، فمثلاً يباشر بها الطين للبنَّاء، أو يباشر بها الطين للمِغْرِية (الذين يتولون تغطية سطح البيت الجديد بالطين)، ولكنها هي والمِحفَرة تمرَّان بعملية شدّ مختلفة، أذكرها فيما يتلو.
(7) اِمِّحْفرة (المحفرة)، وهي مصنوعة من غليظ السعف والليف معًا مثل المبشرة، لا ألوان فيها. حجمها متوسِّط، وأغراضها قريبة من المبشرة. وهي تُسْتعمل للأشغال الشاقة كذلك، وتستعمل بامتياز في شيل الدِّمن – أعزَّكم الله – وتُجمع فيها المحاصيل وبالذات دغابيس اِمذُرة، وكما قلت أعلاه فهي والمِبْشَرة تتعرَّضان لعملية شدّ مختلفة. مسرح هذه العملية هو اِمْكدحة أو رهوة اَمَشْوَل التي حدَّثنا عن وظائفها المتعدِّدة أخي الأستاذ محمد بن هادي، فما هذه العملية؟ يملؤونها “سليلة” (بطحاء)، ويدهكونها (يطؤونها) بأرجلهم، ويتركونها هناك لأسابيع، ويمكن أن تصل المُدّة إلى شهر. ولسائل أن يسأل من أين جاءت هذه السليلة؟ والجواب أن طريق السيارات الآن كان مجرى وادي يبدأ من ” اِمْهضْبة” ويجتمع معه ماء ضِرْب امْوطف/ اوَّطف، ثم ينعرج من عند برشوم آل عميش المشهور فيتَّجه جنوبًا إلى ” اِمِّعْطَف”. والغرض من هذه العملية هو توسيع امِّحفرة أولاً، وتليين شدّتها ثانيًا. الغريب أن أحدًا لا يستطيع أن يمدَّ يده عليها وبالذات أيادي السطو الغاشمة والسّرِقة.
(8) اِمْرُحلة (الرُّحْلة)، ومادة صناعتها مثل مادة صناعة اِمِّحْفرة من غليظ السعف والليف، عارية عن الألوان. وتأتي على حجمين: واحد للحمير -أعزَّكم الله- وواحد للجمال. ” رُحْلَة” الحمير أصغر تعادل محفرتين أو ثلاثًا، وأما ” رُحْلَة” الجمال فأكبر.
(9) اِمْعَيبة (العيبة) (وتحتاج ياؤها إلى بحث صوتيّ للتأكد من كونها أصلية أو منقلبة عن جيم)، ومادة صناعتها مثل مادة صناعة اِمِّحْفرة من غليظ السعف والليف، عارية عن الألوان. حجمها كبير يتناسب مع قوة الجمل وارتفاع قامته. لا أعرف أن العياب تعالج كما تعالج المحافر فلا يوضع فيها السليلة، وتوضع عند حملها على ظهر الشدود على ” قَتَب” أو ” رَحْل”؛ فتنحاز إلى كفَّتين على ظهرها، وتظهر جودة نسجهما إذا توازنتا على القتب فلا تكون جهة أكبر من الأخرى. ولها عروتان من حبل الليف على الجانبين، وأحيانًا تُسنَد بسهمين مركوزين في الأرض، ولكل سهم شِبنَتان في رأسه (مثل بعض المساويط التي تباع اليوم) ويوضع كل واحد في عروة والجمل بارك؛ لكي تَثْبت العيبة في الأرض وتتَّسع العيبة لحمل أكبر.
(10)اِمْقَفْعة، ومادة صناعتها مثل مادة المطحن من خصف السعف، وهي كبيرة جدًا، ولها عروتان في جهتين منها مصنوعتان من الليف، ووظيفتها بامتياز هي خزن الحبوب. ويفرش لها من تحتها برافعة وهي عبارة عن حجارة كبيرة ويُمدّ فوقها ” بُطُن”، ثم توضع فوقها؛ لرفعها عن رطوبة الأرض وحمايتها من الماء أو غيره فلا تغرق وتفسد الحبوب، ولسهولة تنظيف ما تحتها وحمايتها من الهوام وبخاصة الفئران، ويُخزَّن فيها الحبوب التي لا يدخلها السوس، مثل حبوب السيلان، ويوضع في عروتيها حبلان ويُشدّان بهما إلى ” عَمِير” السقف.
أرجو أن أكون قد وُفِّقت في الإتيان على جميع الأدوات والمواعين المصنوعة من سعف النخل وليفه. وإلى لقاء متجدِّد مع أسماء أدوات أخرى.

الكاتب الدكتور عبدالرحمن هادي آل شرف الشمراني

الوسم


7 تعليقات
  1. حياك الله أبا عبدالله
    الموضوع أكثر من رائع دكتور عبدالرحمن
    ، استوقفتني كلمات كدنا أن ننساها وأصبحت في عالم النسيان لعدم الممارسة العملية والحاجة لها وعلى سبيل المثال لا الحصر : اِمْغُمامة ،المطحن،المبشرة،المحفرة العيبة ، اِمْقَفْعة…..إلى آخره

    لا زال في حقيبة أبا عبدالله الكثير و الكثير بقدر عُمْره ومعايشته لتلك الأيام أمد الله في عمره على طاعته ومرضاته .

  2. يقول عبدالرحمن بن جروان:

    شكرا لك دكتور عبدالرحمن على هذا المقال المليء بالتراث ومسمياتها ومدلولاتها اللغويه والعمليه قرن بن ساهر شمران
    الصرح الشامخ بتراثه ورجاله
    احييت فينا شيئا من الماضي
    سلمت دكتورنا الغالي

  3. شكرا لك د.عبدالرحمن على هذا التقرير المثري واللي نحتاجه خصوص الاجيال التي لم تعاصر تلك المرحلة وشكرا صحيفة شمران على النقل المتميز

  4. روعه يادكتور …اعدتنا للزمن الجميل … لو كان هناك صور كانت اجمل واوصف

    حفظك الله وشكرا مرة اخرى

  5. شكرا لكارونه التي وظعتنا في الحجر واجبرتنا على استذكار الماضي والذي اشاراليه الدكتور عبدالرحمن ( مشيد) واعتذر من الدكتور استذكار هذا الاسم مشيد لحبنا لهذا الاسم الذي لاينسى غفر الله لمن سماء هذا الاسم الذي نعتبره تاج رؤسنا لثقل صاحب الاسم رحم الله لمن خلفنا ولو نكتب الى الابد ماوفينا حق من رحل لتسميتهم الكثير ممااستعمل وياليت لهم نظر في حال اليوم شكر لدكتور وشكرلكارونا التي اجبرت الجميع لتذكير الماضي ،،،

  6. يقول غير معروف:

    أبيض وجه وتسلم على طرحك الرائع الذي فعلاً بحاجه إلى نطرب مسامعنا به ونستعيد الماضي الجميل

  7. كلام رائع يادكتور ومُفيد خاصة لمن حُرِمَ ذلك الزمن الجميل برجاله ونسائه وأدواته في شتى المجالات…
    ولكن لوذُكِرت الأوعية والأدوات الخشبية لكان أكثر فائدة…وشكراً لجُهدك يادكتور….

أترك تعليق

Blue Captcha Image
Refresh

*

تابعنا على تويتر
مواليد شمران المزيد

عبدالله يضيء منزل الدكتور /خلف بن عبدالله ال خليفة الشمراني

الزيارات :
عبدالله يضيء منزل الدكتور/ خلف بن عبدالله آل خليفة الشمراني رزق الدكتور/ خلف بن عبدالله بن خلف آل خليفة الشمراني ( ...

غيم تمطر بالفرح بمنزل الأستاذ احمد بن عيد بن حزمي الشمراني

الزيارات :
مع هطول الامطار وتباشير الفرح فقد رزق الاستاذ احمد بن عيد بن حزمي الشمراني بمولودته التي احب ان يطلق عليها اسم ...

سعيد يضيء منزل الاستاذ / أحمد بن سعيد بن مسفر آل مقبول الشمراني

الزيارات :
رزق الاستاذ / أحمد بن سعيد بن ال مقبول الشمراني ( ال حارثية شمران) هذا اليوم بمولود جعله الله من مواليد السعادة ومن ...

المهندس محمدبن عايض بن محمد بن غرم الله الشمراني يرزق بمولوده جديدة

الزيارات :
رزق المهندس محمدبن عايض بن محمد بن غرم الله الشمراني ” ال حارثية شمران” بمولوده جديد اتفق هو وحرمه على تسميتها دانه ...

محمد يضيء منزل الأستاذ/مصلح بن محمد بن احمد الشمراني

الزيارات :
رزق الاستاذ مصلح بن محمد بن احمد(التليبي )الشمراني بمولود اطلق عليه اسم محمد مسمى على جده محمد بن احمد صحيفة شمران ...
انفوجرافيك المزيد
  • الزوار

    1933556
    Users Today : 2026
    This Month : 41529
    This Year : 552393
    Total Users : 1933556
    Views Today : 23669
    Total views : 32086394
    Who's Online : 119