في تلك الازمنة الجميلة ازمنة الآباء والاجداد. كان لابناء قبيلتنا طرق مختلفة للترفيه والترويح عن النفس
فحياتهم كانت مليئة بالعمل والكد والكدح .
لهذا كانوا يحتاجون لاقتطاع جزء من يومهم للترفيه عن النفس والترويح عنها
ومن طرق الترفيه التي تتكرر على المستوى العام
الترفيه في *الخريف *حين تنضج ثمارالبلح والرطب
ويتجمع الناس في تبالة لجمع محاصيلهم اوالمقايضات الدارجة أنذاك .
حينئذ تقام الفعاليات بمجهود خاص من شباب تبالة وشعارها ويحددون للناس المكان والزمان فيتوافدون من كل حدب وصوب للمشاركة او الاستمتاع
خاصة أن عرضة وسامري وزير اهل تبالة من ارقى واجمل المناسبات
يساعد على ذلك ايضا شعراء مبدوعين مثل الشاعر ابو طايرة وبن غرم الله* وبن ظافر* وغيرهم ويستمر السمر الى الفجر
ويختتمونه بالسامري في نهاية السهرة فيالجمال سامرهم واجادة شعراءه غزلا وحبا وهياما فلا يسلم من تلبس الجن الا القليل وكنت اكاد ان اكون واحدا منهم لكن الله سلم .
وحق لهم فالزير الذي يسلب الالباب والشعر الذي يهيج المشاعر ويثير العواطف تنسبب في ذلك كله واكثر
يقود السامري شعراء يطرب الناس لهم ويعتبرون هم الابرز منهم ابو طايرة وغريس*
فحين يقول ابوطايرة .مثلا
آه وجدقلبي وجد شبن ضرير
من فقد شوف عينه وش يبي بالحياة
فتهتز لها الاجسام والقلوب
يتساقط خلق كثير ممن تتلبسهم الجن و يحمى وطيس السامري واسر ياساري
ويقول غريس
يقول غريس ياراعي الكشاف مجنون ترى الكشاف عيبن على اللي ينقلونه
شعر بسيط ولكن له معنى عند العشاق
يعني اذاكنت محبا صدقا فسيضئ لك حبك الطريق و تصل لمحبوبك
تستمر هذه الفعاليات الترفيهية الى نهاية جذاذ التمر وحشوه وتخزينه اي مايقارب ثلاثة اشهر من بداية جمع الرطب والخرفة في المخارف الى نهاية حشو العدل والشنان والقطم ثم التنك. وتجهيزها للتخزين او النقل الى اماكن اخرى واسواق البيع في كل مكان
قال احدهم
تمر التنك ما لقيته يقلون في جر بيشة متمايلن والبلح زان يابو ثنايا مليحة كن البرد هل منها
وقال بو طايرة
الا يا مهرة يوم تركض مقدم الخيل
تربت في الحكومة عليها الدرع والطاس
وكلن ملقبايل يقل ياليتها لي
وفاد البرك من كان يستاهل عذوقه

وصبوا لي من الكيف فنجالين لاباس
تلهمني عصورن مضت ياوجد حالي
ومن مثلي يشوف الحليب ولايذوقه

واقول لابي طايرة هناك خلق كثير مثلك فلا تحزن
رحمه الله وكل موتى المسلمين
**