من أحد العادات القديمة الملاقاة ولم تنقرض هذه العادة إلا َّ قبل ٦٠عام من تاريخ وقتنا الحاضر عام ١٤٤٢هجري . وبما إن عمري الآن في حدود ٧٢عام فقد تمكنت من معايشةتلك العادة فماهي ؟ كانوا الناس يذهبون إلى تبالة والثنية لجلب التمر في نهاية فصل الصيف ودخول فصل الخريف . وكانوا يأخذون في طريق العودة إلى القرى او ما كان يسمى من قبل أهل الوديان تبالة والثنية بالحجاز . من يومين إلى ثلاثة أيام تقريباً فكنا نحن الأطفال نذهب الى وادى شمال القرى بتقريب ١٠كم لملاقات المحضِّرين أي الذين كانوا عند الحضر لجلب التمر .وعند ملاقاتهم ينتاب الجميع فرحاً شديد كلاً بملاقات أقاربه .نظراً لطول الغياب ولحب التمر الجديد . وكون الحياة في ذلك الزمن ذات مشقة وبؤس وكان للتمر طعم خاص لم أعرف السبب إلى حد الآن .وليتك أيهاالقارئ العزيز ترى كم كان ود التلاقي ممزوج بالفرح والدموع وكانت وجبة الغداء تذبح فيها الخرفان بالشراكة بين كل مجموعة أهل قرية وهم يتظللون تحت أشجار الطلح وكانوا البادية يأتون بأغنامهم بالقرب من الموقع لغرض البيع . والجميع في ذلك اليوم يعيشون في غمرة فرح ليس لها مثيل عدى يوم العيد والحقيقة أننا كأطفال كنا نحسب لذلك اليوم طوال السنة ونستعد له بالثياب الجديدة ولم يكن هنآك ضغآئن كانوا الناس أبرياء يغلب عليهم طابع المرح والمزاح البريء وروح الدعابة .وبعدأن عبدت الطرق بواسطة الأسفلت وأنتشرت السيارات وأضحى البعيد قريب وأنتشر طابع الهوليود بالتلفزيونات ووسآئل الأتصالات أنقرضت عادة الملاقاة تحياتي (علي بن سعيد بن سعد آل مسفَّر الشمراني)الرياض