أسس الملك عبدالعزيز السعوديه الثالثة في ظروف اقتصادية صعبه وقبل التنقيب عن النفط وكان الاقتصادالعالمي والسعودي خاصة يعاني من كساد كبير ويمر العالم بتجاذبات سياسيه بين اقطاب النظام العالمي ستالين وهتلر وتشرشل وروزفلت وادار الملك عبدالعزيز هذه الدولة الفتيه وسط هذه التجاذبات بطريقة أذهلت المراقبين وعمالقة السياسة ولم تخل هذه الاداره من الندية والتصعيد احيانا تجلى ذلك في رفض الملك عبدالعزيز استقبال مبعوث ستالين البديل للمبعوث الأول الذي استدعي الى موسكو وحوكم واعدم بتهمة الخيانة مع العلم ان روسيا الاتحاد السوفيتي هي اول من اعترف بالسعودية وأيضا كان اول اتصال هاتفي من السعوديه للعالم الخارجي جرى مابين الطائف وموسكو وانشيءبمبادره من الحكومة السوفيتية ، وشاء الله سبحانه وتعالى ان شركات التنقيب عن النفط فشلت في اثبات وجود النفط في بدايات تأسيس الدولة وعسى ان تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيرا فلو اكثشف النفط في هذه المرحلة قد يزيد من اطماع القوى الاجنبية التي تبحث عن استغلال الموارد الطبيعية في العالم الاسلامي والشرق بشكل عام وقد يصّعب مهمة الملك عبدالعزيز ولم يكتشف الا في محاولة اخرى وبعد ان ثبّت المؤسس القواعد الاولى والصلبة لدولته الفتيه .
سؤال محيّر كيف استطاع الملك المؤسس ان يوحد هذه القبائل المتناحر في هذه الجبال والصحاري والبطاح الشاسعه بقليل عدد وعده وفي هذه الايام اعتى الدول في القوة العسكرية قد تستغرق لإحتلال قطاع صغير اشهر بل سنين وهي تملك الطيران وصواريخ الليزر والحراري والطائرات المسيّرة .وهنا نتذكر قول ⁧‫الملك_عبدالعزيز‬⁩:
‏(كان هدفنا قبل أن نُوحد الأرض، أن نُوحد النفوس، وأن نوحد الأفكار، ولن تنجح هذه الأمة على امتداد رقعتها الجغرافية طالما بقيت ممزقة) 1347هـ/1928م.
واقول انها ارادة الله عز وجل اولاً ثم عدل المؤسس وحنكته هو واجداده الائمة السابقين في الدولة الاولى والثانيه التي وصلت حدودهما الى السماوة في العراق والى جميع سواحل الجزيرة العربيه وبسبب ماتقدم هناك مفارقات عجيبه لا يفهمها الا ابناء البلد وهي تهافت وتنافس وفود القبائل ومشائخها على الملك عبدالعزيز من جميع المناطق القريبة و البعيده بالرغم من بعد المسافه والمشقة وشح الامكانات ليحضوا بمندوب من الملك عبدالعزيز اوحاكماً ادارياً يمثل الملك عبدالعزيز في مناطقهم لمعرفتهم بالأئمة والملوك من آل سعود في جميع مراحل الدولة السعودية وعدلهم وحرصهم على الوفاء بالمواثيق ومن اجل ان ينعموا بالأمن حيث كانت القبائل تقتتل لأبسط الامور وكانت الفوضى تعم الجزيرة العربيه ، سألت أحد ابناء قبيلتي حيث كنا مسافرين جواً في رحلة طويله لإحدى الدول مع زميل لي في العمل وكنا نتحدث عن اخلاص القبائل للملك المؤسس بالرغم من شح الاموال في ذلك الوقت عن قصة مشهورة كان اجدادنا يتناقلونها وهي بالتأكيد عصية على الفهم الا على ابناء هذه البلاد وهي طلب قبيلتنا للملك إنشاء إمارة في قرية القعرة تمثل الحكومة في قبيلة آل حارثية فبعدطول انتظار وصل الامير إلى القبيلة وتم استقباله استقبالاً مهيباً القيت خلاله بعض القصائد واستضافته قبيلتنا وعائلته للسكن في نفس بيت عائلة آل مزهود( من أعيان القبيله)وبإصرار من عميد آل مزهود محمد بن سعد رحمه الله حيث كان كريماً ذو رأيٍ سديد، وفي اليوم التالي هبت القبيلة لبناء مقر جديد لإمارة القعره من الطين والحجر لم يبقى منه الآن الا الأطلال … وهذا ماحدث مع اغلب القبائل فكانت القبائل تتفاءل بقدوم الامن وان يعم الرخاء في ظل حكومة بن سعود وهذا ماتم بالفعل ولله الحمد بل ان من المفارقات العجيبة ومن معجزات الله في خلقه ان بعض الاجانب الذين ارسلتهم دولهم مندوبين او ممثلين لدولهم للدول المجاورة او للملك عبدالعزيز انحازوا لصالح الملك المؤسس واصبحوا مستشارين مخلصين للمؤسس ومنهم فلبي ومبعوث استالين الذي اعدم بتهمة الخيانه وغيرهم كثير احبوا الملك عبد العزيز بصدقه وصراحته ورجاحة عقله وشجاعته واحترامه للناس وللمواثيق ….
بقلم :
د/ سعيد بن علي آل مناع الشمراني ‏