عيد بأية حال عدت ياعيد
قديما في قريتنا كان للعيد مكانة خاصة ونخص عيد الفطر يستعد الناس له من اليوم الثامن والعشرين و خصوصا النساء فاذا كان سيل المهمل جاريا استغلت الام الفرصة فتجمع ملابسها وملابس اطفالها مع قليل من الرماد وتذهب مع نساء القرية الى صفي المهمل لتمشش معهن وتضرب معهن حنك ثم تحمي الملابس على الصفى الاول في الاول حتى اذا انتهت من مشاش الثياب والقنع والمخاصر وثياب الاطفال جمعتها في مخصرتها وعادت بها للبيت وكملت تنشيفها على عقد البيت او المعلاق وقد تضعها مبلولة قليلا على المنبر وتدخنها ببخورالجاوي و المصطكة اما الوالد فعادة يكون معه في السحارة ثوب وعمامة يلبسهما في الاعياد و المناسبات
في ليلة العيد تقوم الام بتخضيب بناتها واولادها ثم أخيرا تخضب نفسها ((كان الاولاد يحبون الحناء))
والخضاب هومن اهم حلية المرأة وجمالها في الاعياد والاعراس
سقط النصيف ولم ترد اسقاطه
فتناولته واتقتنا باليد
بمخضب رخص كان بنانه
عنم على اغصانه لم يعقد
بعد ليل طويل من الاستعداد للعيد تنام الاسرة مقبوضة الايدي او ملفوفة حتى لا يخرب الحناء المتعوب عليه فاذا طلع الفجر تجهز الذكور لصلاة الفجر والعيد وكان الرجال يخرجون الى خارج القرية لصلاة العيد في المشهد وبعد الصلاة والخطبة يتصافح الجميع ويحيون بعضهم بتحية العيد ..من العايدين ..وتقبل الله منا ومنكم…ثم تتجمع كل رافعة ويمرون على جميع أعيادهم .. التي اعددنها النساء خلال اداء الرجال لصلاة العيد وهو عبارة عن صحفة عيش مشغوث يخرق اللسان واللي يدخل بعشر اصابع لا يعود منها الا بثمان هههه ثم يكرمون ويخرجون وهم يرددون( عاد عيدكم) ومن العايدين.
ويرد اهل البيت (الله يعيدنا وانتم في حالن زين)
هذه فترة الصباح
اما فترة العصر والمساء فيحتفل الرجال في ساحة المسجد بالعرضة
يالله عد عيدنا واستر على من عاد
واجعل ايامنا ياربنا في خير حال
وفي الليل لعب الى منتصف الليل
اما النساء فيحتفلن في احد البيوت عصرا
يالاله عودت ياعيدنا يابو العوائد
يالاله ذكرتنا بالحنا ونظم القلايد
هذه حكاية عيد الطيبين نذكر القحيم به لعل القلوب تخضر ونعرف الشباب به وكيف كانت تجتمع فيه البساطة والمحبة وطيبة قلوب،،،