بقلم الكاتب محمد هادي بن فواز آل ساهر الشمراني
…..
تمثل لي هواك حلما
وقد ادركتك واقعا بديعا
ادركتك جارة رضية للحقول البهية
كانت شرايينك واوردتك متصلة بآبارها ترشفين عذبا
وتتنسمين عليلا
وتكتحلين برؤية حقول نظرة وأزهار زاهية وثمار يانعة
ادركتك وانتي قرن صيد
طيبة بحياضك ومراتعك
و مساربك وساحاتك ودروبك
فطاب شذاك وذاع ذكرك
كنتي جارة الوادى
يطربك نغم السواني وخرير المياه وتغاريد الطيور وهديل الحمام واليمام …… عشيقة السهام
ثم تحولتي قرن عبدل فما قصر حرثك وسقاك وحرسك فانتج برا بر به اهلا وجارا وعابرا
وجعل من شعابك حقولا ومراتعا ومن عصبك عمرا عمر بها واورى وفيأ
فسرح بينها بهم وشياه وانعام وظباء وريم
فخصب السهل والجبل
وتزينت المراتع للراتعين
واستأنست السهول بالمستأنسين وصنع مصرفا للمياه التي اغرقت
فبدل الموت بحياة واليبس بخضرة فقرت به اعينه واعين اهله .
ثم صرتي الى الساهر
فاعلى بك قصورا وشمرخ دورا وارسى بك حكما وامنا وامانا
**
واليوم ياجارة الوادي
ما عدتي جارة الوادي تلك.
اصبحت جارة عجوزا
و صرتي رسوما واطلالا
اختفت فيك اصوات المؤذننين ودبك السكون والملل
وما بقي لك محب ولا أنيس .
خليت دروبك وساحة مسجدك وهجرك الخطباء والحكماء والحكام والشباب والربع .فما بقى لي منك الا شجنا اسمعه في ذاكرتي وتردده احلامي فاتمثل صورتك في صباحك ومساءك في شواطيك والساحات وفي ساحة المسجد الوحيد
الذي وحد القلوب على حب واحد وشيمة واحدة ووفاء واحدا لقريتهم واهل قريتهم
**
ياجارة الوادي طربت وعادني
ما يشبه الاحلام من ذكراك
مثلت في الذكرى هواك وفي
الكرى ما يشبه الاحلام من ذكراك
**