اتصل على جوالي رقمًا غريبًا في غير وقته ومن عادتي أن أرد على المكالمة في مثل هذا الوقت بشيء من الخوف
إلّا هذه اللحظة كانت مختلفة فقد أحسست بنشوةٍ من الفرح والإفتخار وكأنَّ جهاز جوالي جنبيةً يمانيةً ورنته شيلة سعودية مطلعها
بطل بطل يلّي بفعلتك أنقذت أرواح وأرواح
ماهي غريبة من كان أبوه عساف وجده عساف
بطل بطل وفعلتك يشهد لها الآمن والمرتاح
أرخصت روحك يامن لا يهاب الموت ولا يخاف
كانوا يقولون أن أبناء الجزيرة العربية يتميزون عن باقي الأُمم بالشجاعة والإقدام وأن القِتال والموت لأجل معتقداتِهم وأعراضِهم أرخص شيءٍ يقدمونه سواءً في الجاهليةِ أو الإسلام ومن الأمثلة في الإسلامِ عمر بن الخطاب وخالد بن الوليد رضي الله عنهم وأرضاهم وصلاح الدين الأيوبي وغيرهم كثير من أتباع نبينا محمد صلى الله وعليه وسلم ، وفي الجاهلية عنتر بن شداد والزير سالم .
وقصة البطل عبدالعزيز الذى سخَّر حياته وماله لصد البغاة المعتدين من الحوثيين وأذنابهم لاتختلف عن هذه القصص البطولية المشرفة ، فعندما أُصيب في المعركة بإصاباتٍ في العمود الفقري والحوض والساقين استدعاه ضابط السرية وطلب منه كتابة رغباته قال رغبتي ان اعود على الفور لمساندة زملائي ، قال الضابط لله درك وماهي غريبة على ابناء هذا البلد .
ختامًا رسالة لبعضً من إخواننا اليمنيين أقول فيها لكم عقودًا من الزمان وأنتم في أرض بلاد الحرمين ، البلد الكريم المعطاء تأكلون وتشربون وتبنون أراضيكم وتؤمِّنون مستقبل أبنائكم من خيره ، ألم تدَّعون وتصدَّعون رؤوسنا بأنَّكم ساهمتم في بناءه ، أما آن الأوان أن تقفوا وقفة رجُلٍ واحدٍ لدحر هذه الشرذمة الطاغية المدعومة من الروافض وابن صهيون ، أما آن الأوان أن تردوا ولو شيءٍ بسيطًا من فضله عليكم ، لماذا السكوت والتهاون ألا ترون أبنائنا وإخواننا من البلدين يُقتَّلون وتترمل نسائهم ويتيتم أبنائهم ، ألم يقول عنكم الرسول صلى الله وعليه وسلم ( الْيَمَنِ هُمْ أَرَقُّ أَفْئِدَةً وَأَلْيَنُ قُلُوبًا )
لماذا تحولت هذه القلوب الرقيقة واللينة إلى قلوبٍ قاسية تعشق الدماء لاتفكر الا في مصالحها؟!
ألم يقل عنكم خير البشرية وخاتم النبوة ( الْإِيمَانُ يَمَانٍ وَالْحِكْمَةُ يَمَانِيَةٌ )؟!
أين هي الحكمة من سكوتكم الرهيب والمريب ، تباً لكم ولأمثالكم (،،،،،،،،) والسلام عليكم .
بقلم الكاتب / تركي بن علي طيّب آل رفيع الشمراني
منطقة الرياض