وردة:
أهديتُ صاحبي وردةً جميلةً ،حمراء اللونِ ناعمة الملمسِ، زكية الرائحة طيبة الشذا ، ليتمتع بعطرها وجمالها كما تمتعت به من قبل . أخذها وشمها بعمق، ثم تبسم وبدأ يعركها على كفه !
سألته متعجبًا : لماذا تفعل هذا ؟!
قال : أريد أن تبقى رائحتها عالقةً بي !
قلتُ: ألا تنظر إليها ؟ لقد أفسدتها وأذهبتَ رواءها وريحها. أما علمتَ أن الورد يُشم ولا يعرك ؟!
عمامة وعقال :
في حارتنا مجنون ، رأيته يومًا وعليه ثوب جميل ومعطف جذاب، قد وضع على عمامته الحمراء اللامعة عقالاً أسود فاحمًا، فأعجبني منظره وراقتني هيئته ، وكدت أغبطه لولا أني تذكرت حاله .. دعوتُ له وقلتُ في نفسي: لو كانت الناس تقاسُ بما يَظهر منها لاختلفتِ الأحوال ، ولكن ، ماذا يفيد جمال الثوب إدا ذهب العقل ؟!
تحفة:
حَمَلتُ تحفةً زجاجيةً ، أريد تغيير مكانها ، فسقطتْ وانكسرت ! جمعتها بسرعة ولملمت قطعها ، وأعدتُ كلَ جزء منها إلى مكانه ، ثم غروتها بمادة لاصقةٍ مناسبة، فعادت قريبًا مما كانتْ ، وتمتعت بمنظرها بعد ذلك زمنًا ، فعلمتُ أن في حياتنا أشياءَ كثيرة قد تنكسر فنلقي بها ، مع أنه يمكننا إصلاحها وإعادتها لشيء من حالتها السابقة ، ولكننا لا نفكر ، ولا نحاول ذلك .
جُرح :
يتحدثون عن جَرح المشاعر ، وما كنتُ لأصدق أن جُرح المشاعر يَدمَى حتى جربتُ ذلك، فوجدته يدمَى وينزف ، ولكنه ليس دمًا أحمر ، بل روحٌ تذوبُ فتقطر!
وليس الذي يجري من العين ماؤها ولكنـهــــا روحٌ تذوب فتـــقطر
بقلم الاستاذ/ محمد عبدالخالق ال محفوظ الشمراني
ادارة التعليم بمحافظة القويعية