رئيس التحرير : علي بن صالح الشمراني
صحيفة شمران الإخبارية

( فَنّ الاعتذار ) للأستاذ/ محمد عبدالخالق الشمراني

1752
+ = -

كلّ منا يخطئ، وتتفاوت ردود الفعل والتصرفات من شخص لآخر، حسب البيئة والتربية والعادات. وبما أن الإنسان محل الخطأ والنسيان، كان الواجب أن نقف وقفة مع أنفسنا. أرأيت ذلك الإنسان الذي سرعان ما ينفجر ويغضب، ويعبر عن ذلك بكلمات نابية، وألفاظ قبيحة، بل ربما تعدى الأمر ذلك إلى استخدام الأيدي في معارك لا تحمد عواقبها، فكم من كلمة جلبت نقمة، وأخرى أودت بصاحبها في غياهب السجون، يتجرّع مرّ العاقبة، ويتمنى أن لو كان صبر أو حتى تصبّر! لماذا نخطئ ولا نحاول الاعتذار؟ لماذا نكابر ولا نعترف بأخطائنا؟
كل هذا وذاك جعلني أسكب هذه الكلمات في بعض القلوب الحيّة – وأنا أعني كلمة حيّة ذاتها – عن فنّ الاعتذار وما ينبغي أن يكون.
الاعتذار، ما أجملها من كلمة، وما أرقّها، وما أروع سحرها. فهي تصل إلى القلوب، وتسل سخائم النفوس، وهي مفتاح لا تعجزه الأقفال، وبلسم شافٍ لجروح اللسان والسنان، أتدري لماذا؟
لأنك إذا اعتذرت عن خطأ فأنت عظيم، لأنك انتصرتَ على نفسك.
وإذا اعتذرتَ عن خطأ فأنت كريم لأنك بذلتَ.
وإذا اعتذرتَ عن خطأ فأنت منصف، لأنك أنصفتَ من نفسك.
عوّد نفسك الاعتذار، قل: أعتذر، أخطأت، أنا آسف، لم أكن أقصد، كلمات يسيرة لكنها ذات معانٍ عظيمة.
لا يصدنك عن الاعتذار شيء، إذا اعتذرتَ ممّن دونك نظر إليك بإعجاب، وزادت محبتك في قلبه وأجلّك لتواضعك. وإذا اعتذرتَ ممّن هو أعلى منك، زاد احترامك عنده ومحبتك وكبرتَ في عينيه.
لاتقل من هو حتى أعتذر منه، فهذا نذير كِبر، وعلامة غرور، وهما مجمع الشرور.
اسمع لهذه الهمسة: ( لا يُرمى إلا الشجرة المثمرة ) اسبح بخيالك لتقف على روعة هذه الهمسة، وحلّق بتفكيرك، ثم عُد حاملاً نفسًا جديدة ملؤها الصبر والبصيرة. يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( كل ابن آدم خطّاء، وخير الخطائين التوابون )
سمعتُ أحد الناس يعتذر عن شيءٍ لم يفعله، فاستغربتُ ذلك، وقلت له: أنتَ لم تخطئ فلماذا تعتذر؟ قال: لأمرين ؛ الأول: شيء جُبِلتُ عليه وألزمته نفسي، والثاني: كلمة أخرجها لا تكلفني شيئًا أكسب بها قلبه، مع أنه يعلم أنني لم أخطئ، فأنا أكبر منه نفسًا.
سألته: أمَعَ كل الناس تفعل هذا ؟ قال: لا.
فلله درّه من خلق ومن تربية. والله يقول: ( ادفع بالّتي هي أحسن ). ولك أن تتأمّل جمال هذه الكلمة ثمّ تعود.
أيها القارئ الكريم، دعني أقول: لك إنك ستجد نماذج من الناس تختلف، فهذا يرميك بوصفٍ، وذاك يغتابك بضعف، فهل تصبر؟ أم ستقف في منتصف الطريق ؟!

بقلم الاستاذ/ محمد عبدالخالق ال محفوظ الشمراني
ادارة التربية التعليم بالقويعية

الوسم


أترك تعليق

Blue Captcha Image
Refresh

*

تابعنا على تويتر
مواليد شمران المزيد

عبدالله يضيء منزل الدكتور /خلف بن عبدالله ال خليفة الشمراني

الزيارات :
عبدالله يضيء منزل الدكتور/ خلف بن عبدالله آل خليفة الشمراني رزق الدكتور/ خلف بن عبدالله بن خلف آل خليفة الشمراني ( ...

غيم تمطر بالفرح بمنزل الأستاذ احمد بن عيد بن حزمي الشمراني

الزيارات :
مع هطول الامطار وتباشير الفرح فقد رزق الاستاذ احمد بن عيد بن حزمي الشمراني بمولودته التي احب ان يطلق عليها اسم ...

سعيد يضيء منزل الاستاذ / أحمد بن سعيد بن مسفر آل مقبول الشمراني

الزيارات :
رزق الاستاذ / أحمد بن سعيد بن ال مقبول الشمراني ( ال حارثية شمران) هذا اليوم بمولود جعله الله من مواليد السعادة ومن ...

المهندس محمدبن عايض بن محمد بن غرم الله الشمراني يرزق بمولوده جديدة

الزيارات :
رزق المهندس محمدبن عايض بن محمد بن غرم الله الشمراني ” ال حارثية شمران” بمولوده جديد اتفق هو وحرمه على تسميتها دانه ...

محمد يضيء منزل الأستاذ/مصلح بن محمد بن احمد الشمراني

الزيارات :
رزق الاستاذ مصلح بن محمد بن احمد(التليبي )الشمراني بمولود اطلق عليه اسم محمد مسمى على جده محمد بن احمد صحيفة شمران ...
انفوجرافيك المزيد
  • الزوار

    1992744
    Users Today : 1182
    This Month : 6868
    This Year : 6868
    Total Users : 1992744
    Views Today : 7325
    Total views : 33108902
    Who's Online : 35