هذا الشهر الفضيل الذي نحن ماضون في صيامه وقيامه ، ليس تكرماً منا أن نقوم بمافرضه الله علينا كمسلمين ، بل إنها حكمته سبحانه وتعالى ، فهو فرضه ليزداد المسلم إيماناً به عندما يقوم باداء فروض الصلاة والصيام والزكاة وسنن العمرة والزيارة لمن أستطاع ، وأيضاً مضاعفة عاداته من قرآءة القرآن ، والتهجد ، والتصدق، والتجاوز عن هفوات الأخرون طلباً للأجر والمثوبة ، كل هذه الأعمال ليس لنا كمسلمين أي فضل في إدائها بل الفضل لله وحده الذي خلقنا مسلمين ومكننا من ذلك تعبَّداً له ، ولو فكر الإنسان مليّا لوجد إنه افضل مخلوق على وجه الأرض لإنه بالفطرة خلق مسلم ، وإن كان هناك بعض الشواذ الملحدة والمقصَّرة فلايعني شيئا عند عزيزا مقتدر ولو شاء لهداهم الى سبيله ، وهو سبحانه وتعالى قد جعله شهراً واحد فقط خلال السنة ، وهذا تيسيرًا منه على عباده ، ليتمكنوا من أداء عبادتهم بيسراً وسهوله ، ثم إنه أيضاً قد يسر عليهم من رجال ونساء في سفرهم وظروف مرضهم ، فسمح بإفطارهم اثناء ذلك على أن يقضوا مافاتهم بعد حلهم وشفآئهم ، إن المتمعن في حكمته يزداد إيماناً ورسوخاً بتوحيده بعيداً عن أباطرة الكفر الذين توعدهم ، ولنا أن نتفكر عماَّ ورد في كتابه الكريم عن قصص الأولين خير مثال ، الله أسأل أن يجعلنا وأخواننا المسلمين ، من صوامه وقوامه وان يدخلنا جنات النعيم إنه القادر على ذلك
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بقلم الكاتب/ علي بن سعيد بن سعد ال مسفّر الشمراني
الريـــاض