( من أستشار لن يندم ) للكاتب/ علي بن سعيد آل مسفّر الشمراني
الحياة شاقة بطبيعتها على كل إنسان ، وحتى على من هو ثرياً برجوازي في جميع نواحي حياته ، والإنسان مهما عاش وطال أجله فإنه لم يصل الى درجة الكمال لإن ظروف الحياة تتغير وتتطور ، بينما هو يكبر ويزداد خبرة ، لكنه لا يستطيع مواكبة عصره حتى وإن كابر وتظاهر بأنه ملم غير إنه عهد ثورة المعلومات ، وإختلاف الأمور كما أشرت اعلاه ، لا مفر له من الإستشارة. وهناك من الذين يستشيرون غيرهم دون أي تحفظ حتى وإن كان المستشار أصغر منه سناً فإنه وبكل تواضع يستشيره ، غير إن هناك من لا يستشير مهما بلغ جهله لعدة أسباب ، منها ثقته الزائدة في نفسه ، وكذا عدم ثقته في الغير ، ومنها نرجسيته ، وأيضاً جهله في أهمية الإستشارة ، وأنا هنا أكتب من واقع تجربة ، فقد مررت طوال حياتي ال٧٤سنة مثل الغير بظروف الحياة ، وفي كل أموري ذات المشورة كانت وبفضل الله موفقه على نحواً أنا شخصياً راضياً عنه، خلاف بعض الأمور المرتجلة والتي لم يحالفها الحظ للنجاح ، ورغم كل ما ذكر أعلاه فانا غير نادم ، والسبب إن القدر من الله سبحانه وتعالى هو من ينفذ وغيره هباء، وقس ما أوردته حيال نفسي على الغير ، وبناءاً عليه ارى ومن تجربة إن الإنسان يجب عليه أن يستشير أصحاب الأراء حتى وإن كانوا صعاليك ، فلربما يكونوا موفقين ، خلاف من يستبد برأيه ويجانب الصواب وفي النهاية وبعد إتضاح الأمور وتجليها لديه ، فإنه يستمر في جلد الذات ، متناسياً جهله وإعتماده على رايه المجانب للصواب ، وفي كل الأحوال لا ننسى التوفيق من الله سبحان وتعالى أولا وأخيراً هذا والله أسأل التوفيق للجميع ،
بقلم الكاتب/ علي بن سعيد بن سعد ال مسفّر الشمراني
الرياض