لا يوجد حدثًا في هذه الأيام يعلو فوق حديثه ، وكل مسلم على وجه المعمورة ينتظر وقوعه ، هذا الحدث لا يعود عليك في حياتك إلا أيامًا معدودة ، ولهذا سمي بيوم العيد يوم فرحٍ وسرورٍ.
يقول البعض انتهى زمن الفرح بالعيد وهو يقصد السعادة غافلًا الفرق بينهما.
فالفرح هو شعور بالرضا والارتياح ويكون مؤقتًا بخلاف السعادة تكون دائمة.
فالسعادة التي كنت تشعر بها وأنت طفلاً صغيرًا سببها عدم تحملك للمسؤولية ولا يوجد في قاموس حياتك همًا وحزنًا دائمين ، على النقيض من بلوغك تحمل المسؤولية فالوظيفة والزواج والأبناء وأعمالك المتناثرة تنسيك نفسك فكيف تشعر بلذة السعادة والفرح.
كيف لا أفرح بالعيد وأنا من اصطفاني الله وجعلني من أمة نبينا محمد صلى الله وعليه وسلم وعلى سنته وغيري لا يعرف من الإسلام سوى اسمه ،كيف لا أفرح وأنا جالسٌ بين أهلي وأحبابي وغيري في السجون والمعتقلات وفي بلاد الغربة ، كيف لا أفرح وأنا محتارٌ بين الملذات هل آكل الحلاوة البيضاء أو الحمراء هل آكل اللحم المشوي أو المقلي وغيري لا يأكل اللحم حتى في أيام الأعياد ، كيف لا أفرح وأنا محتارٌ بين لبس الثوب الأبيض أو الأسود وغيري لا يجد ما يستر به عوراته ، كيف لا أفرح وأنا ذاهبٌ إلى مصلى العيد مطبقًا لسنة نبينا محمد صلى الله وعليه وسلم في الذهاب إلى المصلى من طريقٍ والعودة من طريقٍ آخر وغيري لا يستطبع فعل ذلك إلا بمساعدة الآخرين.
كيف لا أفرح ؟!
بقلم الكاتب/ تركي بن علي طيَّب آل رفيع الشمراني
الرياض