لا شك بأن العزاء سنة مؤكدة بل هو مشاركة وجدانية لعائلة المتوفي بمحاولة تهوين مصيبتهم إلا إنه قد تحول في بعض المناطق وخاصة بالمنطقة الجنوبية الى خلاف المعتاد حيث تقام الولائم ذات البذخ بحجة إن أهل المتوفي في حالة حزن ولايستطيعون عمل أياً من الوجبات ولمدة ٣ أيام العزاء نظراً لقدوم أقاربه من المناطق وحتى لو لم يقدم أحد وقد قامت الدولة أيدها الله ممثلة بأمارة المنطقة بتحديد وقت العزاء بحيث يكن من بعد صلاة العصر الى المغرب وقد تم ذلك إلاَّ إن السرادق المقام للعزاء يبقى مكتض بالناس لغرض تناول وجبة العشاء الدسمة وما يتخلل ذلك من الهرج والمرج لإنتظار تلك الوجبة والتي تمت على نفقة أنساب أهل المتوفي حتى وإن كانوا تحت مستوى خط الفقر بما معناه مجبراً أخاك لا بطل وخوفاً من سطوة المجتمع القبلي الذي لا يرحم في الوقت الذي بإمكان القادمين من المناطق لغرض تقديم العزاء الذهاب الى اقرب مطعم وتناول اي وجبة فاخرة ولله الحمد خيراً من المشقة على البؤساء وكذلك من ناحية أخرى فإن بعض المعزين يقف أمام الجميع في سرادق العزاء مستعرضاً موهبته في السرد بطريقة أدبية للدعاء للمتوفي وأقاربه وأنا لا أشك في مصداقيته لكن هذا الأسلوب أستعراضي أكثر منه تأثيراً بمجرد إنه يعرف أحد أقاربه فقط لذلك أرى أن تدخل الأمارة ومنع تلك المناسبات التي ليس لها داع والأخذ على يد المخالف وكذلك على أأمة المساجد توعية العامة للكف عن هذه العادة وعدم تحميل الناس بما لا يستطيعون والله أسأل ان يهدي الجميع الى طريق الصواب وصلى الله على محمد وآله وصحبه الكاتب علي بن سعد آلمسفر الشمراني آل حارثية (الرياض)