من الشواهد الماثلة للعين والتي تؤكد أن للأهواء قوة عظيمة على العلاقات بين الناس وإن فهم (سيكولوجية الأهواء) مدخل لفهم ردة فعل الآخرين وتفهم مشاعرهم ومعلومة مهمة في التعامل معهم.
وعلى سبيل المثال ومن خلال مشاهدة مباراة كرة قدم لتوضيح المقصود وليس حديث عن الرياضة التي فيها من الإيجابيات الكثير.
(1) معيار التفضيل ليس للسلوك ذاته كفن ومهارة بل لتوافق السلوك مع الأهواء فاللاعب الذي يسجل هدفا في فريقة المفضل والحارس الذي يصد كرة ضد فريقه قد يغضب المشجع لأنه لا يتوافق مع أهوائه.
(2) معيار الشخصية: اللاعب الذي يسجل هدفا لفريقه المفضل ثم يضيع هدفا آخر يغضب منه المشجع لأن المعيار لديه هو الهوى وليس الشخص حتى لو كان ابنه أو أخوه.
معيار القيم: الحكم الذي يخفق في تطبيق قيمه ولكن في صالح فريقه المفضل يغض عنها الطرف والويل لوكان ذلك ضد مصلحة فريقه المفضل. والاستشهاد بالرياضه فقط للتوضيح وإلا هذه امرأة العزيز تجاوزت القيم استجابة للهوى؟
وعليه فإن السلوك الصحيح والخصائص الشخصية المتميزة والالتزام بالقيم مؤشرات للعقل وليست للقلوب وأهوائهم وللأسف استخدام العاطفة هي الأغلب عند الحكم على إبداعات وسلوكيات واحكام الآخرين من حيث الاستحسان والاستقباح والرضا او السخط واستمرار العلاقة او انقطاعها فالمعيار هو موافقة الهوى عند البعض.
ومن الحقائق المعينة على فهم سيكولوجية الأهواء والتي تعتبر مفاتيح لفهم الأهواء وحسن إدارتها مايلي:
( 1 ) جميع البشر تسكنهم الأهواء وتسيّر علاقاتهم إلا الرسول عليه الصلاة والسلام الذي لا ينطق عن الهوى.
( 2 ) إن الأهواء وفهمها وتلبيتها هي جزء من إدارة العلاقات الإنسانية مع الغير وهي كذلك المفسر الحقيقي للعلاقات بين البشر.
(3) أحيانا تضطر لتلبية الأهواء لتحقيق مصلحة شخصية يعينها ويشرح المغزى قول الشاعر:
“هذا فؤادي فامتلك أمره …فاظلمه إن أحببت أو فاعدل”
( 4 ) عليك تقبل النتيجة القاسية أحيانا سواء تبعت اهواء الغير أو لم تتبعها وعليك الاختيار فاحيانا تكون الأهواء متباعدة.
( 5 ) حاول دراسة اهواء الأشخاص المهمين في حياتك واقترح آلية للتعامل مع أهوائهم؛ ومحاولة تلبية البعض منها إذا لم يكن فيها ما يغضب الله والحياة أخذ وعطاء.
(6) الأهواء سريعة الانطفاء والتغيير؛ مقارنة بالاحتياجات البيولجية؛ والنفسية والاجتماعية والذاتية للإنسان وقد يكون في تلبية بعض الاحتياجات ما يعوض عن اتباع الاهواء.
(7) لا تخضع الأهواء للحكم فهي في غالبها شهوات لا تخضع للعقل.
(8) الإنسان ليس كله اهواء ولا تمثل الأهواء سواء % من كله والأهواء لا تلغي الرشد بل هي زبد قد يعلو البحر ولا يزيله.
(9) أن الأهواء مغذي للعلاقات وتقوى التواصل. وبقدر التوافق او الخنوع والاتصاف بها تحظى بالقبول والشعبية!
وانت من يقرر
علما ان اسوأ القرارات التماهي في أهواء الغير وذوبان الشخصية للفوز برضاهم وضياع القيم.
(10) إن الأهواء متعارضة ومتناحرة وإذا أرضيت أهواء فئة من الناس أغضبت فئة أخرى فما لم تكن مضطرا
“لا تجعل تلبية الأهواء وسيلة لكسب الأصدقاء.”
بقلم الاستاذ الدكتور/ محمد ناصر البيشي
معهــــد الادارة العامـــــة