الكاتبة : وفاء آل وافي
اليأس و الحزن هو شعور نبيل ، يزور القلوب الحساسة التي تتفاعل مع الحياة بقوة فتلتقط إشاراتها السلبية في أسرع ما يكون من غمضة العين، لا تحاول البحث عن حلم خذلك ، وحاول أن تجعل من حالة الانكسار بداية حلم جديد ولا تقف كثيراً على الأطلال خاصة إذا كانت الخفافيش قد سكنتها والأشباح عرفت طريقها ، و أبحث عن صوت عصفور قد يتسلل وراء الأفق مع ضوء صباح جديد وحياة جديدة، ولا تحزن إذا جاءك سهم قاتل من أقرب الناس إلى قلبك ، فسوف تجد من ينزع السهم ويعيد لك الحياة والابتسامة ولو بعد حين من الزمن.
في زمن مضئ بحثت كثيراً عن طريق يُدعى السعادة ولكن أحدهم طرق بابي وحين فتحت ذلك الباب وجدت كل السعادة وكانت بداية الفرح الذي عم قلبي و كياني وأنار الدنيا في عيني من جديد وعاد لي نبضي وشعرت أني خلقت مرة أخرى ، حمداً لله على تلك الساعة التي استجاب قلبي لطارق ذاك الباب وبعث لي كل سعادة وحينها أغلقت كل باب ونافذة كانت تبعث لي نفحات الهم أو الأحزان وانتهى ذاك الحين وبقيت السعادة تغمر قلبي وقلب من سكن قلبي .
لا تحاول أن تعيد حساب الأمس وما خسرت فيه ، فالعمر حين تسقط أوراقه لن تعود مرّة أخرى ولكن مع كلّ ربيعٍ جديد سوف تنبت أوراق أخرى فأنظر إلى تلك الأوراق التي تغطّي وجه السّماء ودعك ممّا سقط على الأرض فقد صارت جزءاً منها ، وكما قيل:
تَصْفُو الحَياةُ لجَاهِلٍ أوْ غافِلٍ عَمّا مَضَى فيها وَمَا يُتَوَقّعُ
وَلمَنْ يُغالِطُ في الحَقائِقِ نفسَهُ وَيَسومُها طَلَبَ المُحال.
ما النسيان سوى قلب صفحة من كتاب العمر ، قد يبدو الأمر سهلاً ، ولكن ما دمت لا تستطيع اقتلاعها ستظل تعثر عليها بين كل فصل من فصول حياتك.
القلب منزل أقدس شيئين بالوجود ، الإيمان و الحب ؛ وحسب العقل جموداً وعجزاً أنه لا يستطيع أن يفهم الحب ولا يدرك الإيمان.
العلاج المثالى لكل أوجاع القلب هو الضحك ، وعدم أخذ الذاكرة على محمل الجد ، الدنيا ما هى إلا محطات للدموع ، و الفرح و الاشواق و ايضاً الاحزان ؛ أجمل ما فيها يكون اللقاء وأصعب ما فيها يكون الفراق ، ولكن دائما الذكرى في حياتنا مجرد كتاب يقوم بسرد الذكريات اليومية ويسجل وقائع الأحداث وأيضا يدون الجراح.
عليك أن تعلم انه من يحاول أن يمسك بالشمعة من شعلتها ف انها تحرق يده ، لا تترك الحياة تعبث بقلبك و أنظر بعين عقلك وتمتع ب الحياة و توكل على من خلق الحياة وما فيها فهو الوحيد الذي لا يخذل من لجاء له سبحانه عما سواه ، ابتسم و تنفس بعمق و اطلق عنان قلبك و عينيك مع لفحات النسيم العليل ولا تحمل نفسك هماً ولا تشكي شيئاً و تذكر أن المدبر هو الله العظيم جل في علاه وتعالى عن كل ما سواه .