….. كانت هذه المشاعر…
….

جلست لوحدي….اشاهد. مقاطع.. من
الأحتفال واستمع لقصائد الشعراء وأحاول ان اشاهد الحضور واتابع ردود الافعال في وسائل التواصل الاجتماعي
ثم قلت في نفسي… ماذا عساي ان آقول لكل هؤلاء الذين غمروني بحبهم ووفاءهم وحضورهم وعطاءهم وكيف لي ان اعبر لهم عن مشاعري..
ولماذا هذا.. الصمت وعدم القدرة على الحديث
رجعت مع سنيني وذكرياتي الى الوراء قليلا
ووجدت انني كنت اعيش سنيني بأيامها ولياليها وشهورها.. بين الحزن والفرح…. كيف مرّ. من عمري.. عشرون عاما كنت أحمل بين اضلعي.. قلبا.. مكسورا..
كسرته الاحداث والاقدار اللتي لاحول لي فيها ولاقوة
والحمد لله على ماقدر.. عشت.. بين المرض.. قلب متوقف جزء من شرايينه يتعبني احيانا واتحامل.. بل اتحايل على تعبه احيانا..ثم فقد… الأم.. ثم.. فقد الأخوان في سنوات متقاربة
ووجدتني وحيدا اصارع الحياة..ثم فقد أقرباء واعزاء كان لهم وجود مهم في حياتي. جاء على ذكرهم بعض الشعراء.. بالثناء
وفقدت شيء… اسمه فرح تماما.. حتى انني كتبت في احزان قلبي مايزيد عن خمسين قصيدة.. لعلي افرغ مابداخلي من حزن.. لأستطيع العيش… وكنت حينما أدعى الى فرح ارى في الدعوة مخرجا لأحزاني وأذهب لها مبتهجا لعلي استطيع أداء واجبي الاجتماعي وأضفي على الأخرين البهجة والسرور.. وكلما حضرت مناسبة اعطيت بكل صدق ومحبة لعلي أسعد الناس وفعلا انعكس ذلك على نفسي وأرتحت وشعرت بالسعادة حينما أكون سببا في اسعاد الأخرين…. لكني
حينما أعود الى منزلي.. انكفيء على نفسي وأعتزل لبضعة ايام وتعود لي حالة الحزن.. والمرض احيانا.. ثم ما. ألبث أن استجمع قواي وأبحث عن شيء ينسيني ما أنا فيه… هكذا كانت حياتي طوال هذه السنوات
…
وكنت اتساءل ياترى هل استطعت ان أقدم للناس مايسعدهم ويفرحهم في مناسباتهم.. أحيانا اقنع نفسي بأن هذا حصل حينما تصلني رساله أو أتصال اوحديث يجمعني بالناس
…
الى يوم الجمعة وحل زواج الابن.. راجح
ذهبت إلى صالة الفرح وأنا متوشح سلاحي.. من كلمات.. وأشياء كثيره مبعثرة بين فكري وقلبي
بدأ أهلي بالحضور وأبناء قبيلتي الأوفياء وبدأت أحس مع كل دقيقة تمر بأنني اصبحت أمام أمر واقع يجب أن أواجهه بقلب قوي وعزيمة.. قوية حتى لاينعكس أثر الانكسار الداخلي على ضيوفي ويرون ذلك في تصرفاتي
بدأ الوفود بالحضور وبدأت المراسم.. وبدأ الأحتفال وحرصت على ان أكون قريبا من مقدم الحفل ونسيت حتى أستقبال ابني المتزوج والجلوس بجانبه وبقيت واقفا.. استمع للشعراء
يالها من مشاعر انتابتني وأخرجتني من كل ماهو حولي سوى الاستماع لما نثره الشعراء من قصائد احيت فيني روحا كادت تموت واعادوني لذكريات شبابي.. ونثروا من حولي ورود الحب في قصائدهم لدرجة انني.. قلت في نفسي… لقد جمع الشعراء جميعهم حب سنوات ثم جاءوا به معا وكأنهم اتفقوا على ان هذه الليلة يجب ان تكون فاصلة في حياة ابونايف.. عن سابقاتها
وكان ذلك.. وكذلك الحضور من أبناء قبيلتي في تفانيهم لخدمة ضيوفي واسعادي.. يالهم من رجال ويالها من قبيلة عظيمة برجالها الذين طوقوني وأحتووني وزرعوا الابتسامة على محيّاي وأدخلوا السعادة والسرور على قلبي
انتهى الاحتفال وكانت ليله من اروع الليالي في حياتي
… هنا
رجعت الى بيتي..
وقلت لاشك.. بأنني محظوظ بأنني ابن لهذه القبيلة العريقة.. شمران.. العز والفخر والمجد.. وأن من كان له ربع وأهل وأخوة وقبيلة مثلي.. عليه ان لايشيل هم هذه الحياة
وقلت… الويل.. ثم الويل..لرجل . ليس له عزوه…. ماذا عساه ان يعمل ليجمل في مثل هذا الموقف.. وغيره من المواقف
وقلت الحمد لله والشكر والثناء على ما أنا. فيه
…
انهم رجال شمران الأوفياء الذي لايضام من اعتزى بهم ولايهتم من دعاهم ولايخاف او يهاب المواقف الصعاب وهو بينهم
…
هنا قلت لابد من تسجيل مشاعري.. التي امتلأت بالحب منهم ولهم وحملوا عني أعباء الموقف وكانوا كالجبال الشامخة من حولي كلما داهمني الشعور بالتعب.. وجدت جبلا الى جانبي يسندني… هؤلاء هم رجال قبيلتي..شمران…..أسجل لهم فخري واعتزازي وشكري وتقديري.. لهم عبر هذه الخاطرة.. وعبر اخواني وزملائي الأوفياء في منتديات قبائل شمران وصحيفة شمران الرسمية
الذين كانوا حاضرين في هذا الموقف.. بعطائهم ومشاعرهم الجياشة…
….
وأقول لهم انقلوا عني هذه الرساله.. لأبناء قبيلتنا..
.. رسالة محبة وشكر وتقدير لرجال قبيلتنا واصدقائنا من القبائل الأخرى.. متوّجه بالشكر والتقدير والاحترام
اسعد الله قلوب الجميع كما اسعدوني

والله يحفظ الجميع
اخوكم ومحبكَم.. وأبنكم
عبدالرحمن بن عبدالله بن جروان الشمراني.. ابونايف..
بتاريخ.. ٤..من شهر ربيع الاول عام. ١٤٤٥.للهجرة