تعتبر الدولة السعودية الأولى أحد الفصول الهامة في تاريخ المملكة العربية السعودية الحديثة حيث شكلت نقطة انطلاق حركة الوحدة والتوحيد في الجزيرة العربية. يعود تاريخ تأسيس هذه الدولة إلى القرن الثامن عشر الميلادي وتجسدت بتحالف استثنائي بين الإمام محمد بن عبد الوهاب والأمير محمد بن سعود.
في ذلك الوقت كانت الجزيرة العربية تعاني من تشتت السلطة والفوضى حيث كانت القبائل تتصارع على السيطرة والنفوذ. وفي هذا السياق الصعب نشأت حركة التوحيد الإسلامية التي دعت إلى إعادة النظام إلى الدين الإسلامي الأصيل.
بدأت هذه الحركة من الإمام محمد بن عبد الوهاب الذي دعا إلى التوحيد الإلهي الصافي ورفض الشرك والبدع والتشدد في تطبيق الشريعة الإسلامية. ومن جانبه انضم إليه الأمير محمد بن سعود حاكم الدرعية وأقرب الحكام المحليين إلى تلك الفكرة.
جمعت قوى الإمام والأمير بين الدعوة الدينية والقيادة السياسية وشكلت قاعدة لتوسيع نفوذهما. سرعان ما تمكنا من توسيع سلطتهما إلى مناطق أخرى في الجزيرة العربية.
كانت هذه الدولة الأولى بقيادة المؤسس الإمام محمد بن سعود تمثل رمزاً للتوحيد والقوة في وجه الانقسامات القبلية والتشتت السياسي. ومن خلال تطبيق العدل وتوسيع النفوذ نجحت الدولة السعودية الأولى في إرساء قواعد للدولة الناشئة ومنحت الأساس لما بعد ذلك لتشكيل المملكة العربية السعودية الحديثة.
بالتالي يظل تأسيس الدولة السعودية الأولى نقطة تحول هامة في تاريخ المملكة العربية السعودية حيث شكلت بداية لمسيرة طويلة من النهضة والتقدم وتعزز مكانتها كقوة إقليمية ودينية مهمة في العالم الإسلامي.
في ذكرى يوم التأسيس هي مناسبة لتخليد الحدث الهام الذي شكل بداية رحلة تاريخية للمملكة العربية السعودية التي تسلط الضوء على تطور المملكة وإنجازاتها على مر العصور وتجديد العهد بالوحدة الوطنية والتمسك بقيم الإسلام والتقاليد العربية. يعتبر يوم التأسيس فرصة للتأمل في مسار التطور الوطني وتقدير دور الشخصيات التاريخية التي ساهمت في بناء الوطن وتعزيز الروح الوطنية والانتماء إلى الوطن.
بقلم الكاتب/ عبدالله بن مسفر الشمراني
الريـــاض