في قلب كل قبيلة تنسجم القصص والتقاليد والثقافة معاً لتشكل موروثاً غنياً يحمل بصمات الزمن ويعكس مجد الأجداد. وفي هذا السياق الراسخ، يتربع الشباب كحاملي اللواء وحماة التراث جيل الوصل الذي ينقل تلك القيم والعادات إلى المستقبل.
إن شباب القبيلة يتحملون مسؤولية كبيرة في الحفاظ على الهوية الفريدة التي تميز قبيلتهم. بينما يتغير العالم بسرعة، يظلون مصدرًا للحكمة والعراقة التي تنبع من التقاليد والثقافة القديمة. يعملون على إعادة إحياء القصص القديمة والحكايات الجميلة ليكونوا جسرًا بين الأجيال موصلين الحاضر بتراث السابقين.
فهم ليسوا فقط حفَّاظين للُّغة والعادات والتقاليد بل هم أيضًا رواد في تحديث تلك العناصر لتتلاءم مع الزمن الحالي. يندمجون بين ماضيهم وحاضرهم بأسلوب يبث الحياة في الوراثة الثقافية بتبني تكنولوجيا الاتصال الحديثة لنقل التراث والقيم بطرق مبتكرة ومثيرة.
بكلِّ ما تضمه القبائل من أعماق تاريخيَّة وموروث ثقافي عربي واسلامي يُمَثِّل الشباب عمودًا أساسيًا في المحافظة على هويتها الفريدة والتراث الغني الذي يعكس جمالية وروعة الزمن السالف. يتحمل الشباب هذه الفريضة بعمق وتفانٍ، إذ يعملون كحواصر لاصطياد القيم القديمة والأصيلة ونقلها إلى الأجيال الجديدة.
فالقبيلة ككيانٍ اجتماعي تتغذى على عراقة العادات والتقاليد التي تحملها ولعل الشباب يمتلكون تلك الطاقة الجارفة التي تسهم في إحياء هذا التراث وترسيخه بين أفراد المجتمع. يكمن دورهم الفعّال في تجسيد القيم والمبادئ التي شكَّلت وطنية واحترامًا للأصالة، ويكونون روادًا في الحفاظ على الدين واللغة والعادات بتوظيف وسائل الاتصال الحديثة.
إن دورهم كحماة للقيم يعكس قدرتهم على تعزيز الوحدة والانتماء لدى أفراد القبيلة للوطن. يقودون بتفانٍ وعزيمة لتعزيز التكافل والتعاون داخل مجتمعهم بناءً على مبادئ الترابط والتضامن الوطنية التي نشأوا وترعرعوا وسطها.
عبر مبادراتهم الإبداعية والثقافية يصبح الشباب جسرًا متصلًا بين الماضي الجميل والحاضر الحيوي حيث يتحلَّون بالحكمة والإبداع في نقل الحكايات القديمة والقصص الجميلة إلى ساحة العصر الحديث. فهم يمتلكون القدرة على استثارة الفضول وإشعال شرارة الفخر بالانتماء إلى ثقافة عريقة.
ومن هنا يتعاظم دورهم في تكريس مفهوم الانتماء والوحدة الوطنية داخل القبيلة حيث يقودون بحكمة ورؤية يقظة لتعزيز روابط التكافل والتضامن مما يساهم في بناء مجتمع متماسك ومتجانس.
إنَّ دور الشباب في المحافظة على هوية القبيلة يجسد تكامل الأجيال وتواصل الروح القبلية وهم بالفعل الأمل والعنصر الحيوي الذي يحمل شعلة التراث والثقافة ليُوارثوها بكل فخر وكرامة للأجيال القادمة.
بهذه الطريقة يكون الشباب في القبيلة ليسوا فقط جيل الوصل بين الماضي والحاضر بل هم أيضًا الرعاة الحامين لهذا التراث الثقافي القيّم. إن وجودهم يُضيء مسار القبيلة ويجعلها تتألق بأصالتها وجاذبيتها، لتظل قصة تاريخها وتراثها محفورة في ذاكرة الزمن متوارثة من جيل إلى جيل بكل فخر وإخلاص.
بقلم الكاتب/ عبدالله بن مسفر الشمراني
مدينة الرياض