حينما تقييم ما تراه وتستحسنه؛ او تستقبحه، تحث على فعله أو تحذر منه؛ تراه محرم ام مباح ( عدا ماحرم الله بنص من القران او ألسنه) فإن ما تقول يعتمد على الزاوية التي نظرت منها للموضوع وقد تكون محقا لان ماتراه محصلة برمجة تعرضت لها؛ ومعتقدات ترسخت لديك؛ وثقافة حياة اعتدت عليها؛ واهداف واحتياجات تحتل الاولوية عندك؛ ونمط شخصيتك.
ولهذا لاحظ اننا ننظر لنفس الشي وقد نختلف او نتفاوت في تفسيراتنا
له والامثلة اكثر مما تحصى ومنها:
التنوع في الرؤيا في مجالات منها: الفن؛ والسياحة؛ والتجنيس؛ والرياضة؛ والحرية؛ والإدارة؛ والاقتصاد؛ وحتى الدول والشعوب والأفراد.
وهذا امر واقع حتى لو لم نرضاه. وقلما يجمع الناس على راي واحد واذا احسنا الظن فيمكن نعزو الرأي الذي لا يطابق ما نراه إلى انه بسبب نظرة وتفكير من زاويةً آخرى.
ولأهمية هذا الواقع اقدم بعض الإضاءات لفهم واحترام هذا الواقع وادارته بشكل جيد ومنها:
(1) المخرجات التي تراها او تسمعها حول موضوع معين قد تكون بسبب الزاوية التي ركز عليها المرسل والمعروفه (Angels).
(2) حتى لو نظرنا للموضوع من زاوية واحدة؛ يحصل الاختلاف بسبب الفروق الفرديه في الشخصيات.
(3) حتى لو حصل توافق في الزاوية والشخصية؛ فقد تتفاوت الاهداف والأجندة.
(4) يوجد احيانا مصلحة في التنوع في الاراء والطروحات تثري الموضوع وتنمي ملكات النقد والتفكير. وفن الحوار ومهارة التواصل مع الآخرين.
(5) تذكر ان راي الآخرين في الغالب سلطة معلمة وليست ملزمة وانت من يقرر ويختار.
(6) اعترف بان ذلك واقع لا يستطيع احد تغيره إلا الله كما قال تعالى في سورة النحل: الايه (93)
“وَلَوْ شَآءَ ٱللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَٰحِدَةً وَلَٰكِن يُضِلُّ مَن يَشَآءُ وَيَهْدِى مَن يَشَآءُ ۚ وَلَتُسْـَٔلُنَّ عَمَّا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ”
(7) خفف من الحدة في ردة الفعل ، فقد يكون تركيزك على زاويةً تخصك وقد تكون مخطي وتغرد خارج السرب.
(8) حاول ان تفصل بين النص ومن يقولة فالعسل ناخذه من حشره
وخصوصا في المصالح المرسلة وفي الامور غير الشرعية. وهذا له تطبيقات في الادب والنقد يتفق معها من يتفق؛ ويختلف من يختلف.
(9) قد تجد راحة عظيمة في فهم تصرفات ومواقف الغير؛ وذلك من خلال الزوايا والمواقف التي تحركهم والتي قد تكون احيانا جبرية واستخدم سلاح الصمت عن مالا يوافق هواك إذا كانت المعطيات تدفع إلى ذلك وكما هو في قول الشاعر:
ولما رايت الناس حولي جهلاء
تجاهلت حتى قيل عني جاهل
(10) اكثر من قولك ” اللهم ارني الحق حقا وارزقني اتباعه؛ اللهم ارني الباطل باطل وارزقني اجتنابه.