نظَّم البرنامج الثقافي لمعرض جدة للكتاب 2024 جلسةً بعنوان (أثر الترجمة على السرد العالمي)، ناقش فيها الدكتور أشرف القرقني، والمترجم مارك جمال، بإدارة الدكتور أشرف بقنه، قضايا الترجمة وأهميتها في تشكيل الأدب العالمي، وسط حضور مميز من المترجمين والزوَّار.
وفي التفاصيل، استعرض مارك جمال دور المترجم في بناء السرد العالمي، مشيرًا إلى أن النجاح الأدبي يعتمد على قدرة العمل على ملامسة القلوب، واحترافية المترجم.
وأوضح أن الجوائز قد تُقدِّر جهد الترجمة، لكنها ليست دائمًا مؤشرًا على أهمية العمل، مشددًا على أن الترجمة قد تمنح العمل شهرة لم تكن له في مجتمعه الأصلي.
كما أكد جمال أن الترجمة تلعب دورًا أساسيًّا في تعزيز التفاهم بين الثقافات، وتوثيق الأعمال الأدبية للأجيال القادمة؛ ما يجعلها جسرًا بين الأمم.
من جانبه، تناول الدكتور أشرف القرقني فكرة “عالمية العمل الأدبي”، مشيرًا إلى أنها لا تتحقق إلا إذا لمس العمل جوانب كونية، ورافقه مترجم يمتلك فهمًا عميقًا لتلك الجوانب.
وأضاف بأن الترجمة قد تسهم أحيانًا في تعزيز صورة نمطية، أو تقديم العمل بشكل سطحي إذا لم تُراعِ خصوصيات الأدب.
وأكد القرقني أن المترجم يجب أن يكون عاشقًا للأدب، وقادرًا على تفكيك النصوص، وإعادة صياغتها بأسلوب جديد.. معتبرًا أن الترجمة هي “ضيافة للغريب”، تتيح التعرف على الذات والآخر بعمق.
واتفق المشاركون على أن الترجمة الناجحة تتطلب الإتقان والقدرة على الحفاظ على جوهر النص وروحه، مع مراعاة خصوصيات اللغتين.
ويأتي هذا النقاش ضمن فعاليات معرض جدة للكتاب 2024، الذي يُقام تحت شعار “جدة تقرأ”، ويتميز ببرنامج ثقافي متنوع، يشمل ندوات، وأمسيات شعرية، وورش عمل.
ويشارك في المعرض أكثر من 1000 دار نشر سعودية وعربية ودولية، ويستقبل الزوار يوميًّا من الساعة الـ11 صباحًا إلى الـ12 بعد منتصف الليل، ما عدا الجمعة من الـ2 ظُهرا إلى الـ12 بعد منتصف الليل.
المصدر: سبق