رسالة روح
الكاتبة : وفاء آل وافي
لم أكن أدرك أنك أنت الوطن وأنت فصل الشتاء ، أنت الطرق الحنونه والإشجار المبللة والياسمين المنتشر ، لم أكن أدرك أنك أنت الروح التي تعبق بهذا المكان وبكافة أرواح وأطياف السعادة ، أنت الذي تجعل هذا الشتاء لهذا المكان دافئاً ، وأنت الذي تبعث بالطمأنينة في كافة الشوارع ، أنت الذي أبحث عنه في طرقات الفجر وبين زهور النوافذ وبأنك وحدك مذاق القهوه التي باتت بلا طعمً دونك ، ليس الشتاء وحده موسم البرد ، فالجفاء برد والخيبة برد ، وكسر الخواطر برد ، وبرد الروح أبشع وأقسى من برد الجسد.
الطمأنينة دف والحنية دف ، والأمان دف ، وجبر الخواطر دف فأمطروا من تحبون بدفً دائم ،؛ هذا النضج الذي نرتديه لم تلبسنا إياه الايام كهدية ، لقد نسجناه من تجارب قاسية وهذا الهدوء الذي يعلوَ ملامحنا قد سبقه إندفاع كلفنا كثيراً ، وكل خيط في ذاك الثوب دفعنا ثمنه قبل أن نرتديه ونقف بثبات كما نحن الآن ، نعم سقطنا مرات عديدة و تأرجحنا بين مدَ وجزرْ ، وعدنا من حافة الهاوية ، فشكراً لكل تجربة أعادت بناء فكرنا من جديد ،، وشكراً لكل طريق وعر علمنا كيف نتعامل مع وعورة الدروب بجسارة.
رسائل الروح لا ساعي بريد لها مهما كان الطريق طويل ستصل، أحياناً.. تستوقفك كلمات تشبهك تماماً وتلامس أعماق قلبك وكأنها كتبت لك، فتقف أمامها في حيرة لتسأل نفسك ،، وهل للمشاعر أيضاً أربعين شبيهاً ؟!
أيقنت أن البحث عن السند هو أهم من البحث عن الحب وأن الأمان قبل السعادة واللطف قبل الدفء وأن الأشخاص بما تقوله أفعالهم ، تمسك بالذين لا يكسرونك حين يستطعيون ولا يخيبون ظنك أبداً.