إن العين لتدمع، وإن القلب ليحزن، وما نقول إلا ما يرضي ربنا.. إن لله وإن إليه راجعون
إنني اكتب هذه الكلمات بدموع الحزن والفراق، على الشيخ محمد بن صالح إنه الشيخ الجليل الذي عاش معنا وعشنا معه منذُ الصغر، إنه الشيخ الذي صليت أول جمعة في حياتي معه مع والدي رحمة الله عليه..
قضى عمره منذ شبابه في طاعة لله ولا نُزكي أحد على الله كان إمامًا وخطيب وداعية في زمن كان يسوده الجهل كان مُصلحًا إجتماعيًا كم قضية تدخل فيها وحلها كم من مشكلة تدخل فيها وحلها..
أي رجل فقدنا يالله…
كانت نظرتهُ للحياة غير ماننظر لها لا انسى عندما كُنت صغيرًا كنت جالسًا بجانبه في المسجد وكان الخطيب يلقي الخطبة ومنذُ أن بدأ الخطيب بخطبته كان يبكي حتى انتهى الخطيب وكنت أتعجب لماذ يبكي يالله..
وبعد أن كَبرت حصلت مشكلة وخلاف مع شخص من مشاكل الحياة واستعنت به وبغيره لحل هذه المشكلة وكان هو الشخص الوحيد المُخلص الذي يراقب مابينه وبين الله ولا تأخذه بالله لومة لائم
الشيخ المُربي الفاضل ذو الخلق العظيم صاحب الابتسامة التي لاتفارق وجهة..
لقد فقدنا رمزًا وركن من أركان الإصلاح والصلاح والتواضع المعلم المربي والفاضل كم من مشكلة حلها وكم قضية انهاها وكم من مُنكر انكرهُ، لا إله إلا الله والله إنها لصدمة وفاجعة علينا جميعًا شيخنا الفاضل تعلمنا منه الكثير ترعرعنا على سماع صوته الجميل وعلى خُطبه الرنانه تغير الزمان وتغير المكان والشيخ مُحمد لم يتغير تغيرت النفوس والناس والشيخ محمد لم يتغير بل يزيد دينًا وزهدًا و ورعًا لقد فارق الصف ليس رجل واحد بل عن مئة رجُل، برغم أنها شجرة طيبة وورث من بعده ثمار طيبة الشيخ أبو بكر وإخوانه فهم يسيرون على خطاه ولا تنتج الشجرة الطيبة إلا ثمارا طيبة اللهم ارحم من كسر قلوبنا وعوضنا عنه بخير..
في الأخير يعجزُ اللسان عن وصف هذه الشخصية العظيمة ونشهد الله على حب هذا الشيخ الصادق التقي نحسبه كذلك المُخلص لجماعته ولدينه ولربه والناس جميعًا ومن تواضع لله رفعه اللهم زده رفعة يارب العالمين
من الذكريات التي لن انساها في حياتي عندما حصلت لي مشكلة كبيرة وعجزت عن حلها ست أشهر وذهبت له في يوم الجمعة وشكيت له الحال فقال اذهب سوف اصلي العصر وسوف أخصص ساعه للدعاء لك لحل هذه المشكلة من رب العالمين فو الله ثم والله إنه في نفس اليوم بعد صلاة المغرب انحلت المشكلة ورجعت له بعد صلاة العشاء وبكيت وضمني على صدره وقال إن ربي وربك أرحم بنا من انفسنا انت يا ابني طرقت جميع الأبواب ولم تطرق باب أرحم الراحمين يالله مدرسة بل جامعة كان على يقين وتوكل كان درس لي في حياتي لن انساه لقد فقدت أبي بعد أبي في آخر مرضه كان منوم في مستشفى جدة وكان يتصل علي وهو مريض وكنت اسأله عن حاله فيقول أنا بخير اهم شي أنت، رحمك الله ياشيخي الفاضل رحمة واسعة اللهم اسكنه فسيح جناتك اللهم ألهمنا الصبر والثبات وإنَّ لله وإنَّ إليه راجعون.
الفقير الى الله
عايض محمد غرم الله الشمراني